عندما نقرأ أو نسمع كلمة اللعب يتبادر إلى ذهننا المرح والمتعة والسعادة وغالبا نجد أنفسنا عائدين إلى طفولتنا متذكرين لحظات لعبنا مع أقراننا في جو طفولي بهيج يتخلّله الضحكات والمشجارات أحيانا ثم نتمتم في أنفسنا " لو عاد الزمن بنا يوما "..
جميعنا نتفق أن اللعب مهم في حياة الطفل وحبّذا لو كان مع الأهل لما له من أثآر إيجابية في جميع النواحي.
تعريف اللعب
اللّعب هو نشاط حركي أ وذهني أو معا يؤديه الطفل من أجل تنمية مهاراته واستكشاف محيطه والتعلم يزامنه شعوره بالمتعة وتشغيل ذاته، وكما قال فريديرك فروبل في كتابه تعليم الرجال " اللعب هو أعلى مراحل التطور في الطفولة وهي بذاتها تعبير حر عن الموجود في روح الطفل ..... لعب الأطفال أكثر من مجرّد رياضة فهو مليئ بالمعاني والأهمية ..."
فالطفل يتّخذ الألعاب تسلية وتشغيل وقت فراغه فالسنوات الأولى يقضي معظم أوقات تسليته لوحده، فيساهم بذلك في بناء شخصيته يرافقه نموّه الجسدي والحركي فيتفاعل مع عالمه الخاص ليطوّر من قدراته التخيّلية فيزيد بذلك فرصة للابتكاروالدّقة والملاحظة والانتباه، وأذكر أن أختي تتّخذ علب الكرتون سكناً للدّمى والعرائس فتوفّر لهم سرير وأفرشة ومطبخ بل وحتى التفاصيل التي لا تخطر على بال البالغ فتخترع مكنسة وممسحة بل وحتى مستلزمات الحمام من مرحاض ودش؟! حقا أدهشتني في كيفية انسجامها مع عالمها حريصة على أن يكون شبيها بالواقع...
ثم يكبر الطفل بعد ذلك بقليل ليشارك عالمه الخاص أقرانه، فيتعلم اللعب جماعيا مكتشفا إمكانياته وقدراته مكتسبا للمهارات الاجتماعية كمهارة القيادة والذكاء الاجتماعي مثلا فيندمج مع محيطه وتتولد لديه حب اللعب الجماعي فالإنسان بطبعه اجتماعياً، وبذلك يكون قد ساهم كثيرا في نمّوه الانفعالي بل وأصبح اللعب مع أصدقائه منفساً لذلك.
الخاتمة
ونختم موضوعنا بأنه لايمكن التفريق بين الطّفل واللعب فهما عنصران متلازمان وأن حرمانه يعد جريمة في حق الطفل، ولا سيما حينما نخبر المربي بأنه يساهم في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية والانفعالية كفرط الحركة مثلا والخوف وأنه يعتبر وسيلة لمعرفة نفسية الطفل عند المعالج، وقد بدأ العلاج باللعب عام 1909م حيث يختبر المعالج الطفل الصغير من خلال لعبه سواء مع دميته أو ألعاب أخرى بتوجيه منه أو من اختيار الطفل على حسب الحالة وبذلك يستنتج بعضا من مشاكله النفسية ويستنبط أسبابها من خلاله، وققد تطوّر في كل مرة على يد العديد من الخبراء أمثال سيجموند فرويد و ديفي لبفي وكارل روجرز وغيرهم ....
وبذلك نصيحتي لك أيها المربي الكريم لا تستهن بقيمة اللعب عند طفلك بل وفر له ألعاب مناسبة وأجواء لذلك وشاركه أحيانا، وغياك أن تعتقد أنه صار كبيراً عندما يكون في العاشرة من عمره مثلاً وتستهزء من لعبه بألعاب الدمى والسيارات فاللعب ليس له عمر معين وأينما يجد راحته وشغفه فادعمه.
تعليقات
إرسال تعليق